الأحد، 20 نوفمبر 2011

خطوط مستقيمة




أجتهد في أن أرسم خطوطاً مستقيمة، والأشياء من حولي تدفعني لأن أرسم خطوطاَ متعرجة ملتوية..

أحاول أن أوصّل بين البدايات والنهايات..

حتى لو جهلتُ نقاطها المبثوثة في هوامش الحياة


تتكسر الأقلام على صفحات ملتوية خشنة، وأسمع صرير صوتها المزعج..

وتمتلأ الصفحات بالخربشات وتظهر لي خطوطاً متشابكة كأسلاك الكهرباء في قريتي...

تهتزّ طاولة الكتابة فتتراقص أصابعي كأرجوحة، وتعيد نفس المقاطع كإسطوانة مشروخة...


أما الأفكار فصارت تتسربل بأسمال بالية، وتتشرب من أعلاها حتى أخمص قدميها بخليط من الشرود والبرود


حتى وأنا في أعلى مستويات التفاؤل، عندما أطمح أن يتغير العالم، تصفعني حقائق مبتورة من هنا وهناك...

تشيع فيني دعوة إلى الصمت المكبوت، وتنشر أبخرة من اليأس لا تفتأ أن تغطي نوافذي الشاحبة


وتنعقد جلسات التراتيل المكذوبة، وينادي النذير بأعلى صوت..

يصرخ ويصرخ ولا يكترث القوم، ففيروس الغباء قد أصاب القطيع كله...
والوهم المنسلّ من خيوط واهية مازال ينتظر عند سرادق المجهول...


يظهر لي الأمل أحياناً كشاب فتي وأخرى كشيخ هرم، وفي كلتا حالتيه...

يملأ صوته الآفاق أن تعال إلى الضفة المقابلة...



هنا تستطيع أن ترسم فقط خطوطاً مستقيمة بكل حرية..
هذا هو الصوت الوحيد الذي سأستجيب له.

ليست هناك تعليقات: