الخميس، 24 مايو 2012

رد على رسالة صديق.. أنا اخترت طريقي




أشكرك يا صديقي العزيز، فأنت وطائفة من الذين هم على منهجك سرّ قوتي ومصدر إلهامي ووقود صبري، أنتم من تجبرونني على المضي حتى أخر رمق في حياتي، حتى أخر نبضة من قلبي، حتى آخر شحنة من طاقتي.

كلماتكم الصادقة تتراقص حروفها أمام ناظري كلما أعياني صلف أصحاب المصالح الخاصة، وأرهقني تثبيط المستسلمين، أما دعواتكم المخلصة لي في ظهر الغيب فأحتاج إليها أكثر من احتياجي للماء والهواء.

لا تخف يا صديقي..

فطريقي الوعر المسالك، المحفوف بالأشواك لن يثنيني عن المضي فقد جهزت له حذاء سميكاً من جَلد الإصرار والحكمة، وأعدك بأنني سأكون أكثر حذراً من مكائدهم، وأكثر فطنة لأشواكهم.

إشاعاتهم المغرضة ستنطلق في عمق الفضاء فتصطدم بطبقات الحقيقة الصلبة فترتدّ إليهم وهي خائبة، أما حربهم الشعواء فخطوط دفاعي على أهبة الاستعداد، فليست لي مصالح أخاف عليها، ولست ممن يعشق الألقاب والمناصب، ولست ممن يرضي بالاستسلام والهزيمة بسهولة.

وفي نهاية المطاف، لن تسعدني هزيمتهم ولكن بلا شك سيفرحني انتصار الحق.

لم ولن أكون عنصرياً أو خارجاً على القانون أو مارقاً على الوطن، أو متجاوزاً للخطوط الحمراء التي أعرفها جيداً، وأتحدى أن يساومني أحد على ولائي أو يزايد على وطنيتي.

صدقني يا صديقي ..
تأتيني تلك الوساوس المقيتة بين الفينة والأخرى، تدعوني لأن أتخلص من كل مسئولياتي، التي أضفتها على كاهلي باختياري، وتدفعني لأن أتملص من واجباتي، وأعيش في صومعة الوحدة.. في عالمي الخاص بعيداً عن صخب الظنون وحمّى الغيرة.

ولكن! ما ألبث قليلاً إلّا وأحسّ بتلك الطاقة المكنونة في أعماق نفسي التوّاقة للعطاء تسري في ذرّاتي من جديد، تلومني على هذا التفكير السلبي، وتعاتبني على تلك الوساوس الانهزامية.

أنا اخترت طريقي، يا صديقي..
حتى لو حاولوا أن يسرقوا أحلامي، ويشوهوا لوحة آمالي، ويكسروا عزيمتي، ويقيدوا إصراري.

إخترته لأني رأيت حلماً أتمنى أن يتحقق بإذن الله تعالى، وإن لم يتحقق بأكمله فيكفيني أجزاء من مشاهده الجميلة.

حفظنا الله وإياكم من كل سوء.

ليست هناك تعليقات: