الأحد، 7 أكتوبر 2012

وداعاً.. أصدقائي وزملائي



أصدقائي وزملائي في شركة أرامكو السعودية

أود أن أخبركم بأنني قررت التقاعد المبكر من شركتي العريقة بعد 31 عاماً من الخدمة المستمرة، وهكذا أسدل الستار على مرحلة من حياتي كانت محفوفة بالآمال والتحديات وحافلة بالتغيّرات والانجازات، مرحلة العمل التي كتب الله لي أن أقضيها كلها موظفاً في شركة أرامكو السعودية، تاريخ تقاعدي هو نهاية شهر نوفمبر 2012 ولكني غادرت مبكراً في إجازتي السنوية.

التقاعد بالنسبة لي ليس كما يعنيه النص حرفياً بأنه قعود عن العمل، وإنما هو استمرار لعمل آخر بدأت فيه من سنوات في خدمة المجتمع والتطوع، وهكذا هي الحياة ما إن تنتهي مرحلة إلا تبدأ مرحلة أخرى، إحساسي بالتقاعد هو كمن خرج من غرفة صغيرة إلى غرفة أكبر، ولكني ولله الحمد قد عرفت ما فيها وألفت أشياءها ومحتوياتها من قبل أن أدخلها.

هذا القرار لم يكن وليد اللحظة وليس له علاقة بأية ظروف عمل أو أنظمة جديدة، هذا القرار قد خططت له قبل أكثر من عشر سنوات وكنت أنتظر هذا التاريخ (12/2012) بفارغ الصبر، ما حصل هو أن أقداري المكتوبة وظروفي العملية قد ساعدوا في انتقالي إلى المرحلة القادمة بكل سهولة ويسر، حصل ذلك بدخولي عالم التطوع وخدمة المجتمع، فكانت البداية في فريق رحيمة التطوعي، تبعتها مسئولية اللجنة الثقافية والاجتماعية في نادي رأس تنورة، ولتكتمل المنظومة بتعييني عضواً في المجلس البلدي لرأس تنورة، وكما ترون فإن العامل المشترك بين تلك المؤسسات هو خدمة المجتمع.

عملتُ وتعرفتُ على آلاف البشر خلال رحلتي العملية، واختبرت معادن الناس فوجدت أن أجودها من كان صادقاً مع نفسه قبل غيره، ومن اجتهد في إرضاء خالقه قبل إرضاء المخلوقين، واختبرت قلوبهم فوجدت أن أجملها ذاك الذي تخلص من الحقد والحسد، ومن تفانى بالعطاء والوفاء، واختبرت قدراتهم فوجدت أن أنفعها من امتلأ عقله بالمعرفة وفكره بالحكمة ففاضت إلى واقع حي يؤثر به على نفسه وعلى من حوله.

أودع الشركة بعد 31 عاماً تعلمت فيها الكثير من كل شخص منكم، وإن كنت قد حققت انجازاً أو نجاحاً فأنتم أبطاله الحقيقيون، وأنتم من شاركني كل جزء فيه، منكم من ترك بصمات واضحة في سجل عملي وحياتي، ومنكم من زودني في رحلتي بالعزيمة والتشجيع والدعم، أقول لكم لن أنساكم ما حييت، وسيبقى قلبي وفياً لكم، و لن ينقطع دعائي بأن يوفقكم الله ويسعدكم في حياتكم.

أتذكر كل اللحظات الجميلة التي جمعتني بكم، بجدها وهزلها، بصعوبتها وسهولتها، بتحدياتها وإنجازاتها، وأتذكر الأحاديث والضحكات والقلوب الصادقة التي جعلت من العمل بيئة زاخرة بالتعلم والمتعة، وأتذكر الأيادي المخلصة التي عملت بجدّ في تحقيق الأهداف المشتركة.

أعزائي.. أسألكم بالله من أخطأت عليه، فليخبرني لأعتذر منه شخصياً، ومن كان له حق لديّ، فليبلغني لأوفيه إياه، ومن ظلمته ساهياً أو جاهلاً، فأرجو منه العفو والتسامح لأنني لم أتعمد يوماً ظلم إنسان.

وفي الختام أقول من كانت علاقته معي زمالة عمل انتهت بتقاعدي، بأنني سعدت بالعمل معك، ومن كانت علاقته معي أخوة وصداقة، فإنني والله أغلي تلك العلاقة الإنسانية الصادقة، وهي عندي أجمل مكسب يمكن أن أخرج به في حياتي، وأتمنى أن يبقى تواصلنا إلى الأبد.


يمكنكم التواصل معي على

twitter.com/yousefmulla1

شكراً لكم من أعماق قلبي.

وفي أمــــان الله


يوسف الملا
أكتوبر 2012

ليست هناك تعليقات: