الأحد، 3 يوليو 2011

أريده حباً



أريده حباً يمتلكني في حكمه وأنا الملك، يسيّرني في جيشه وأنا القائد، يزعزعني في عنفوانه وأنا الواثق.

أريده حباً ينتشلني من براثن الخوف والحرمان ليرميني في أحضان الطمأنينة والأمان، فأحس بدقات قلبي وقد سكنت وبأنفاسي وقد هدأت، وبروحي وقد حلقت.

أريده حباً ينسيني همي ويبدل حزني ويكفكف دمعي، ليس شفقة على حالي ولكن رغبة في فرحتي وشوقاً إلى بهجتي، فيحلّ الأمل محل الألم وتزيح البسمة عناء الدمعة.

أريده حباً يجبرني إلى الصمت ليفاجئني بأرقى معزوفاته الساحرة، ويحتكرني في الظلام ليبهرني بأنوار روحه المشرقة، ويبقيني في الانتظار ليلقاني في أحلى أوقاته الباسمة.

أريده حباً الصدق حلته والبراءة صفته والوفاء طبعه والنقاء ميزته، حباً متجرداً من المصالح والأهواء، حباً يمتصّ أحلى رحيق الحياة ليسقيني من عسله اللذيذ حتى أهنأ.


أريده حباً يلقيني في شباكه المنصوبة فيسيّطر عليّ ويقيّدني بحباله القوية ثم يسلب أغلى ما عندي وأنا مستسلم برضا وطواعية، فلا أدري من السارق ومن الضحية!!

أريده حباً يسكبني كالماء ويطيّرني كالهواء ويقوّيني كالصخر، وفي حالاتي المختلفة تلك أبقى كما أنا لا تغيّرني الأحوال ألا تنوّعاً ولا تزيدني التغيّرات إلا عشقاً.

أريده حباً يأخذني من بين الناس فيخفيني في دنيا الوجد وجنون الصبّ وحنان القرب، ثم يصهرني في بوتقة تجعلني أذوب من حرارة الشوق ودفء العشق.

أريده حباً مشبعاً بالإيجابية في وقت تسوده السلبية، ومفعماً بالتفاؤل في وقت تدوي فيه نذر التشاؤم ، فأرى الحياة قد ابتسمت والزهور قد تفتحت والثمار قد أينعت.

أريده حباً ينتزع أشجار الكراهية من جذورها ثم يرميها في وادٍ سحيق ليزرع مكانها أشجاراً تسقى من ينابيع الوفاء والإخلاص حتى تحمل أوراقها كلمات الحب والتسامح وثمارها أحاسيس الرقة والعذوبة.

أين أنت أيها الحب!!

ليست هناك تعليقات: