السبت، 9 يوليو 2011

عندما يغيب!


عندما يغيب عني من أحب فلا أجد سبيلاً للتواصل معه، عندما لا أعرف أي أرضٍ تقلّه وأي سماء تظلّه، عندما تنقطع عني أخباره ويستحيل عليّ وصاله.
عندما يغيب عني من يشاركني الأحلام واليقظة، ومن يمرّ في خيالي كنسمات الصباح الرقيقة ليترك ندى أحاسيسه على شرايين قلبي.
عندما يغيب عني من ينثر أوراق ورده الزاكية في دروبي ليجعلها أكثر بهاء وجمالاً، ومن تتمازج ألوانه مع ألواني لتكوّن تشكيلاً متناسقاً يبهر عيون كل من نظر إليه.
عندما يغيب عني من أتمنى لقياه في كل لحظة، تتوق الروح إليه لترتمي في حنان أحضانه، وتستنشق عطر أنفاسه.

عندما يغيب!!
أعيش في دوامة من الحيرة التي تلفني معها فتجرّني قسراً إلى قاعها المخيف فلا أستطيع منها خلاصاً، وتغشاني أوهام الخوف عليه فما تفتأ أن تثقل كاهلي بهموم تتعب من حملها الجبال، وتعزف أوتار قلبي أغنية حزينة ألحانها مشاعر متداخلة من الأشواق والخوف والفراق، وأبدأ رحلة مريرة مع القلق والتوتر لا يخرجني منها إلا التفاؤل والتسليم لخالقي والدعاء لمن أحب بأن يحفظه الله من كل سوء، كم أكرهك أيها القلق وأنت تمثل أفكاراً متناحرة سئمت عبوسها وتجرعت مرارتها، كم أكرهك وأنت تحوّل نقاء أيامي كدراً وصفاء سمائي غيوماً سوداء داكنة.

أنت يا من كنت للروح رفيقاً وللنفس حبيباً لو عرفت لك طريقاً لأتيتك وأنا أردد ترانيم اللقاء بصوت شجي رخيم، ولرسمتك في سماء وجودي لوحة بهية جميلة تعلن للعالم أجمع معنى الحب والإنسانية.
 تكتبني ذكرياتك قبل أن أكتبها فهي تجمع شتات فكري التائه من أوديته السحيقة، تكتبني قبل أن أصورها تماثيل متناغمة متراصة في ميادين التضحية، ذكرياتك هي زادي كلما تضوّرت من جوع الفراق وظمئت من هجير البعاد،  هي أنيني إذا سكت في وجداني النحيب وجذوتي إذا خمد في شوقي اللهيب.

أرجوك أن لا تغيب..

ليست هناك تعليقات: