الأحد، 29 مايو 2011

عودة بعد الرحيل..



تتدافع العواطف فيَّ كأمواجٍ قويةٍ عاتيةٍ في وسط البحار، حتى إذا ما عانقت شاطئ الأمان انسابت على رماله العسجدية كطفل وديعٍ فرحٍ بلعبته الجديدة يقلبها وكأنه يحدثها حديث الغرام، أو كغيومٍ ترعد وتبرق حتى إذا ما مرت عليها رياحٌ باردة، خارت قواها فهطلت كزخاتِ مطرٍ حاملةً الحب والسلام.

هكذا وجدتْ الأمواج راحتها على شاطئ البحر فهدأ روعها واطمأن جبروتها وخبت أنينها وسكن هديرها، أرى تلك الأمواج وهي تحنُّ على الشاطئ فتتدغدغ مشاعره وتسلي وحدته، تلكم الأمواج الهائجة تصبح ساكنةً عاشقةً وهي تجرف معها بعض رماله فكأنها تأخذ منه شيئاً للذكرى، فحسبي بها أن تجد فيه الأمان من سورة البحر المخيفة وغموضه المحيّر.

أتيتك وعلامات الفرحة والبهجة تكاد تنطق بالنظرات وتعبّر بالهمسات، عيوني تتلألأ بهجةً كنجومٍ وجدت صفاء السماء وسكون الليل فأخذت تستعرض جمالها وبريقها أمام الملأ، وقلبي يرقص فرحاً كأنه في وسط أدغال رجالها يقرعون طبولهم وعلى أصواتها المدوية يرقصون ويتمايلون.

قلبي وروحي تسابقا في "ماراثون" صعبٍ حتى يصلا إليك، تعب فيه جسدي وهما لم يتعبا، ركضا والشوق إليك يمدّهما بطاقة الحب فكلما اقتربا زادهما الأمل باللقاء حيويةً ونشاطاً، فلما وصلا عانق قلبي قلبك فطال العناق حتى امتزجا كقلبٍ واحد، وكانت الآهات سعادتهما، فهل سمعت عن آهات سعيدة؟ نعم إنها تلك التي تلامس ذبذباتها القلوب فتهدأ دقاتها حتى لا تسمع لها همساً، وتخضع أركانها فلا تعرف لها أمساً، أما روحي فاحتضنت روحك وشعرت بدفء حنانك وصدق اشتياقك.

شجرة الحب كبرتْ وأصبحت أغصانها ظليلة وثمارها يانعة؟ تعال لنجلس تحتها ونتسامر بعض الوقت، تعال أحدثك عن ليالي الفراق وعن أنين الأشواق؟ كيف كنت أهاب وحشة تلك الليالي وأحتمي من شهبها، كيف صارت الدموع تطفئ نيران البعد وكيف صارت الأفكار تخشى من ثورة الخوف، تعال لأحكي لك معاناة السهر وأردد معك دعاء السَحَر.

حبيبي! أتيتني بجمال الكون فجعلتني في بهائك أحلم، وصحبت معك روعة الكلمات فصيّرتني لخفاياها أفهم، أريد أن أبقى بين يديك، وأن تضمني في مقلتيك فلا تتركني أعاني من الفراق، أريد أن أكون معك إلى الأبد.

ليست هناك تعليقات: