الأحد، 5 يونيو 2011

الفقد!


في لحظات الصمت
وعمق الألم
هناك في اللا زمن
تذكرت أرواحاً تزاورني
قد غيّب بعضهم الموت
وأبعد الآخرين القدر
فغابتْ الصورةُ والصوت
فأجهش قلبي بالنحيب
وبحسراتٍ صارت تراودني
أصبحتُ مثل الغريب
يا فراقاً قد سرقَ الأوقات
يا ليتَ أيامُنا تعودُ
لنعوضَ ما قد فات
ولكن هيهات هيهات
أن يعودَ من قد مات
أو يرجع الأمرُ من بعد الفوات
***
وقفتُ على بوابة اللا زمن
بشحوبٍ تتجلى فيه صورة الشجن
وسماءٍ يسرق الليلُ منها أطرافَ الوسن
أخذ الفقدُ يشرشر في صفحاتِ الذكريات
بمقصّه الحادّ المؤلم
فأصبح قلبي كالكشكول
أكتب فيه عباراتي الواهية
وأمحو كلماتي الناعية
وأتخبط فيه كما المعلول
هناك كان للصمت الخجول..
شفةٌ ترجفُ وتتمتم
وهناك بقايا من طلول
من عهودٍ ماضية
ودمعٌ قد تبادر بالهطول
هناك جاء أحبتي
في غربةِ الزمنِ الأليم
وبين أصداءِ الذهول
***
من صرخاتِ الفراق
تصدّعتْ جدرانُ الفؤادِ المكلوم
ووزِّعتْ بياناتُ الشكوى
واهتزتْ أركانُ حلمي المهموم
وتجرعتُ كأساً هي أمرُّ من العلقم
وجرحتُ بحدٍّ هو أمضى من السيوف
***
في الفراق
تنطوي الروحُ ملتحفةً أغطيةً من شرود
وتبقى الآمالُ منزويةً هناك في ركنٍ مهجور
وتنهمرُ الآهاتُ كالمطر
وتكتم العبرات، ويطول السهر
فالفقدُ حالةٌ مؤلمةٌ
تترك آثارَ لحظاتِها
تجاعيد في قسمات الزمن
***
غابتْ عن العينِ مراكب
حاول القبطان أن يلقي مرساته
لكن قوة التيار وسرعة الرياح
حالت دون أمنياته
فاختفت الأرواح بعيداً.. بعيدأ في الأفق
غابوا من دون وداع..
غابوا من دون وداع..
غابوا من دون وداع..
غابوا من دون وداع..
غابوا من دون وداع..

ليست هناك تعليقات: