الأحد، 29 مايو 2011

لماذا أحبك؟

أحبك

لأنك فضائي الرحب الذي انطلق فيه بجناحين مفرودين أحدهما هو قلبي والآخر هو روحي، أحلّق بعيداً عن أعين الناس متحرراً من قيود الكره وأسوار الأنانية فأحسّ برياحك الرقيقة المنسابة وهي ترفع جناحيّ للانطلاق عالياً في عمق الفضاء، أستنشق هوائك المنعش وهو ينتشي بعطرك النفّاذ فازداد انطلاقا، لا أشعر ببعد المكان ولا بمضي الزمان، فالمكان هو فضاؤك والزمان هو لحظاتك، وبين الفينة والأخرى يقع ناظري على العالم بكل مافيه فأراه باسماً متفائلاً كعينيك اللتين اجتمعت فيهما إبداعات الجمال وصور الأمل.

أحبك
لأنك أرضي الواسعة التي أسير عليها، واثقاً من خطواتي، متأنقاً في حركاتي، منوّعاً في سيري فتارة مشياً وتارة ركضاً، وبين المشي والركض أهرول أحياناً، عندما أشاهد سهولك المنبسطة على مدّ النظر أمشي الهوينى وأتجول بين ربوعها الخضراء مرتاح الخاطر، منشرح الصدر، فيطيب لنفسي البقاء في مراتعها بعيداً عن الضيق والكدر، وعندما أصعد جبالك الوعرة، يختلط عليّ الحذر مع التحدي فلا أتوانى عن الاستمرار في حماسي ولهفتي حتى أصل إلى القمة وعندها أرزّ علم حبك مرفرفاً بآمالي خفّاقاً بأحلامي، أما حينما أنزل في أوديتك المجهولة فإني أخاف أن تجرفني سيول شوقك المندفعة، ومع خوفي لا أجد مناصاً إلا أن ألقي نفسي في تيارها المتدفق لأنها حتماً ستأخذني إلى حنانك وتقربني من قلبك.

أحبك
لأنك بحاري الساكنة في أمواجها، الغنية بخيراتها، المتألقة بجمالها، أغوص فيها فأراك كمرجان يتمايل في أشكاله الجذابة وألوانه الساحرة في مكان لا يعرفه إلا من تعمق فيه ولا يصل إليه إلا من يجيد فن الغوص، ومن بين أعشاب البحر أجدك لؤلؤة مكنونة في صدفة تقبع في تلك القيعان العميقة لا يكتشفها إلا من يبذل جهده في البحث عنها ولا ينالها إلا من حبس أنفاسه للوصول إليها.

وباختصار
أحبك
لأنك كوني الذي لا أملك إلا أن أعيش فيه.

ليست هناك تعليقات: