الأحد، 3 أبريل 2011

عودة إلى إعدادات المصنعية

 
ليتنا نعودُ كما كنّا عندما ولِدنا على الفطرة، نعودُ إلى فترةٍ من أعمارِنا كانت صفحةً بيضاءَ نقيةً لم يدنّسها طغيانُ الإنسان وخبثُ الزمان، كانت البراءةُ عنوانَها والطهرُ لباسَها والبساطةُ أساسَها، ليتنا نعود كي تسمو أرواحُنا بنا في الفضاء الحر بدلاً من أن تئدنا أجسادُنا في الطين المكبوت.

أرى ذلك في عيونِ الأطفال وابتسامتهم وأشعر بها في كلماتهم وعفويتهم. أراها في الطبيعةِ والأكوان، في خلقِ الله في كلِ مكان، في الشمس والقمر، في السهل والجبل، في البر والبحر، طبعاً إذا سلمت من عبث الإنسان.

نعلم أنّ في الأجهزة زرٌ يرجع برمجتها إلى إعدادات المصنعية، لو كان هذا الزرّ في الإنسان فكيف ستكون أحوالنا؟! أي لو استطعنا بلمسة واحدة أن نعودَ كما كنّا أول مرة...

هل سيتغيّرُ هذا العالمُ الغارقُ في المادية، المنزوعُ من قيمِ الإنسانية، الملطخُ بعارِ الظلمِ والتعسفية.

هل سيتغيّرُ العالمُ فيحلّ الحبُ مكان الحقد، والإيثارُ مكان الحسد، والعطاءُ مكان البخل، والبناءُ مكان الهدم، والإصلاحُ مكان الإفساد، والرفقُ مكان القسوة، والحسنُ مكان القبح.

كيف سيكون شكلُ العالم؟! هل سيكون عالماً جميلاً نتشوق أن نحلم في لياليه، عالماً عادلاً نتطلع أن نعيش فيه، عالماً طاهراً تسعد قلوبنا في أمانيه.

لنرجع من دنيا التمني إلى الواقع، فليس أمامنا إلا أن نأملَ ونعملَ حتى نستطيع أن نغيّرَ أحوالنا التي لاشك أنها ستؤولُ إلى الأفضل لو التزمنا بكتيب التصنيع واتبعنا تعليماته.


4 ديسمبر 2009

ليست هناك تعليقات: