الأحد، 3 أبريل 2011

هل تعشق الجمال؟



 هل تعشق الجمال؟

من منّا لا يعشق الجمال ويتمنى أنْ يرتمي في أحضانه، أنْ يمتعَ حواسّه فيه، هو قد يكونُ حولنا ولا نبصره أو نحسُّ بوجوده، وقد يغيبُ عن نواظرنا ونشعرُ به.

عندما لا نرى الجمالَ فهذا لا يعني قطعاً عدم وجوده، وإنما هي قلوبُنا المتحجرة وأفكارُنا القاصرة التي تحجبه عنا وتعمينا عنه.

قد يغيبُ عنا الجمالُ فيكون كالمرجانِ في قاعِ البحارِ وكاللآلئ في الأصدافِ وكالرحيقِ في الأزهار.

وقد يكون أمامنا ولا نراه لأن زجاج النافذة التي تطلّ عليه علاها الغبار وتحتاج إلى من ينفض ما تراكم عليها من حجب.

الجمالُ إحساسٌ تنشرحُ به نفوسٌ أتعبتها السنين، وتسرّ به عيونٌ رمّدتها رمالُ المعاناة، وتخفقُ به قلوبٌ أهلكتها الهموم.

الجمال يأتي من التأمل، والتأمل يأتي من سمو النفس، وسمو النفس يأتي من التخلي عن الماديات والترقي في معارج الروح.

نشعرُ بقيمةِ الحياةِ على قدرِ شعورِنا بجمالِها، هي صورةٌ مشرقةٌ بعيدةٌ عن سوداويةِ التشاؤمِ وقصورِ الرؤية، هي صورةٌ مبهجةٌ حتى لو شوّهتها أيادي العابثين، هي صورةٌ متفائلةٌ حتى لو تكالبت علينا المصائبُ أو أعثرت بنا المصاعب.

تحسّ بالجمال عندما تمسحُ دمعةَ يتيم أو تخففُ معاناةَ سقيم، عندما تأوي مشرداً أو تساعد محتاجاً.

تحسّ بالجمال حين تجد حولك من يشاركك إحساسك وهو بعيدٌ عنك بجسده قريبٌ منك بقلبه.

تحسُّ بالجمال عندما يغمرك الحبُ فلا تجدُ نفسك إلا وأنت غارقٌ في مياهه العذبة وهناك حبيبٌ ينقذك من الحرمان ويعوضك الفقد ويشعرك بالأمان.

هناك من يحصر الجمال في المنظر ويغفل عن الجوهر، يحصره في الجسد وينسى الروح، الجمال ليس فتاة جميلة على أغلفة المجلات وليس غانية تختال في الكليبات، بل هو الرقي عن التفاهات والشموخ في المعنويات.

ليست هذه مثالية في التفكير وإنما هي واقعية الحياة بكل ما تعنيه.

ليست هناك تعليقات: