الخميس، 28 يوليو 2011

وحدة..




قبل خمسة وثلاثين عاماً، رفضت (بسبب عنادي) الذهاب مع أهلي إلى قريتنا القريبة فبتّ وحدي تلك الليلة، وكتبت أول محاولة شعرية:

وحيدٌ لمن أشكو همومي
لليل القاسي أم للنجومِ

وتذوقت عندها وعن طريق التجربة طعم الوحدة، الآن وبعد هذه السنوات أستطيع أن أقول أن الشعور بالوحدة لا يرتبط بعمر معين، وتأثيره القاسي على النفس والقلب والروح لا يتغير..

***
الوحدة شعور يفتك بحنايا الروح
ويزعزع طمأنينة الفؤاد
ويصرخ في سكون النفس
وينهش في جسد السعادة

تباً له من إحساس!
عندما يحاصرك الفراغ من تحتك ومن فوقك
وعن يمينك وعن شمالك ومن كل جوانبك
عندما تحسّ بغربة المكان وشرود الفكر

عندما يرحل عنك من كانوا حولك
تعرف عندها حجم الفراغ
الذي كانوا يملؤنه..
في حياتك

وتحسّ بقسوة الألم وعمق المأساة
عندما تتذكر من رُمُوا بدون ذنب في الحياة
نتيجة خطأ في الاتصال بين رجل وإمرأة

اللهم هون عليهم غربتهم
وعوضهم خيراً مما فقدوا

اللهم احفظ لنا أهلينا وأحباءنا
الذين بهم تبتهج اللحظات
ويحلو طعم الحياة
اللهم أسعد تلك القلوب التي تفيض بالحب لنا
والأرواح التي تهيم دائماً حولنا
والنفوس التي تشاركنا أحاسيسنا
(فضفضة وحيد)

ليست هناك تعليقات: