السبت، 2 أبريل 2011

خيانة الكلمات



أيتها الكلمات

هل داهمكِ العجزُ؟
أم أصابكِ العقمُ؟
أم أُخْرِسَ لسانُكِ وشُلّت أركانُكِ وعُطّلت حروفُكِ؟

كيف تجرئين على عصياني!
وأنا الذي طالما جسّدتك شعراً وصغتك نثراً..
وعشقتك دهراً وطوّعتك سحراً!

كيف تتمردين عليّ؟
عندما انفجرت براكيني الخامدة..
وتزلزلت بقاعي الهامدة!

عندما لاحت حاجتي إليكِ
وتوسلت مشاعري بين يديكِ
وأنتِ كما أنتِ ساكنة!

أراكِ وأنتِ تنظرين إليّ من طرفٍ خفي..
فلا أدري أهي نظرة الخجل أم الشماتة!

احتارت لمحات التعبير وهي في ثكناتها الحصينة..
أن تصمد أمام ثورة الإحساس

أين أنتِ أيتها الكلمات؟
حتى تدكي تلك الثكنات ..
وتدخلي أبواب قلبي..
لتطفئي آهاته المشتعلة..
ولتدفني همومه المتراكمة!

أيتها الكلمات

ماذا دهاكِ؟
ألا تشعرين بحالي؟
وصروف الزمان تمور بقاربي بلا هوادة في بحورها الهائجة..
تكسّرت مجاديفي..
وتهاوت أشرعتي..
فصرت أنظر إلى السماء..
وأخلص بالدعاء..
أملاً في النجاة..
وأنتِ كما أنتِ ساكنة!

أرى الحروف تتراقص أمامكِ رقصات الألم..
وتنثني حولك انثناءات الرجاء..
فما هزّتكِ الرقصاتُ..
ولا أغرتكِ الانثناءات!

أيتها الكلمات

أَخرِجي أشواقي التي تحوم في وجداني..
وتنغّص عليّ منامي..
أخرِجيها حتى تصوّر تهافت الصبر على نار الانتظار المتوهجة..
أخرجيها فما عدت قادراً على التحمّل..
ولهفتي في اللقاء يسطو على أجمل رغباتي.

أيتها الكلمات

ماذا أفعل والشوق يعصف بي؟..
وغياب الأحباب يسقمني؟

ماذا أفعل إذا تساقطت الأفكار مني..
كحبات الجُمان فوق سطح المعاناة الصقيل..
فتناثرت في كل الأنحاء فما استطعت لها جمعاً؟

ماذا أفعل إذا تبخر جَلَدي في غليان المشاعر..
فتبدد في أجواء الضياع؟

ماذا أفعل إذا كانت الذكريات والآهات والعبرات..
تحرك شجون الفؤاد فيعيش في لحظات الفراق..
الغارقة في المعاناة..
المتمردة على الواقع..
المتسربلة بأسبال التجني؟

أيتها الكلمات
متى تنتهي خيانتك!

ليست هناك تعليقات: