الاثنين، 4 أبريل 2011

سقوط الأقنعة



في زمن الانكسار والأنانية تسقط الأقنعة المزيفة وتظهر الحقيقة جليّة للعيان.


حقيقة كلها مرارة وألم، تكويني بنارها وترميني بين أشواكها، أقلبها يمنة ويسرة آملاً أن أجد لها تفسيراً، وأطوف بها في دهاليز صعبة فربما أجد لها مخرجاً، حتى لو أردت أن أهرب منها فهي تواجهني بكل صلافتها وعنتها، تصفعني بكل ما أوتيت من قوة حتى أستيقظ من حلمي الزائف، فكيف لي أن أحلم وواقعي يحرمني من لذة النوم؟!

لا أدري ماذا دهاني؟ فقد بدأ شيء من القسوة يدبُّ في قلبي الرقيق، وبدأت نذر الجفوة تدقُّ بابه الموصد، ربما يحتاج إلي قسطٍ يسير منها حتى يستطيع أن يواجه الحقيقة، لكن لا يلبث القلب أن يعود غضاً طرياً كما كان.

يا حسرةً على زمانٍ أصبحت فيه المشاعر تُباع وتُشترى في سوق النخاسة بأرخص الأسعار، أصبح الحب بلا قيمة والتضحية واجبٌ لامناص منه، وصار الكلام يؤول على ما تهوى الأنفس وكأنّ النوايا مكشوفة!!.

تلك الوجوه التي عرفتها منذ سنين كانت جزءاً من قدري، قدري المكتوب الذي لا أستطيع له تغييراً، ولا أملك منه انفلاتاً، أحب تلك الوجوه فتتنكر لي، وأعطف عليها فتقسو عليّ، فطيبتي عندها ضعف، وتسامحي معها استكانة.

ربّاه ماذا جنيت عليهم لأقاسي ظلمهم، وأنا الذي طالما كنت لهم سداً منيعاً أمام رياح الزمان العاتية، ومنقذاً أميناً في حالات الغرق المؤلمة.

أمّا حالهم فهو تفككٌ في الروابط، وبرودٌ في المشاعر، وهروبٌ من العواطف، وسطحيةٌ في التفكير، وضياعٌ في الإدارة، وضعفٌ في الإرادة.

حاولت وحاولت حتى أجهدتني المحاولات واستنزفت من وقتي وجهدي، وفي خضم المعاناة وجدت قلوباً رحيمةً تشفق عليّ وتضمني بحبها وحنانها، وهي حتى لم تراني؟! تلك القلوب النورانية التي تتلألأ في أفلاك حياتي فتملؤها محبة وجمالاً.

آهٍ من سخرية الأيام، يتنكّر لك القريبُ ويحنُّ عليك البعيدُ، أيقنتُ عندها أنّ ما يقرّب بين الناس ليس هو المسافة بين الجسد والجسد، بل بين الروح والروح.

فهل أعود بعد ذلك كما كنت أم تجرفني الحقيقة إلى حيث لا أريد!!

هل هذا هو هذيانٌ أقرب إلى الحقيقة، أم حقيقةٌ هي أقرب إلى الهذيان!!!

لا أدري!!


19 أغسطس 2009

ليست هناك تعليقات: