الجمعة، 2 أبريل 2010

طائر الصباح



أيها الطائر المطلّ على نافذتي كل صباح
ماذا أتى بك؟ ومن الذي أرسلك؟
أراك فتبتهج عيناي وأسمع تغريدك فتطرب أذناي
فصوتك أشجاني، ولحنك أبكاني
وأنت لم ترسل النوح إليّ كما فعلت حمامة أبي فراس الحمداني
بل أنت تعزف لحني الذي كتبت نوتة موسيقاه في صفحات وجداني

يا طائر الحب!
أشفق عليّ وأنت تعزف أجمل الألحان، فقلبي المرهف لا يتحمل أنين الحرمان،
فهو يحسّ بنغمات صوتك الشجي وهي تدقّ على أوتاره فيكرر نفس عزفك الجميل.. إيقاعاً أحس فيه بالفرح تارة، وأحس فيه بالحزن تارة أخرى، فالفرح والحزن وجهان لعملة واحدة، ومن حيث نظرتُ إليها يتدفق نبع إحساسي، فتصبّ شلالات عواطفي على سفوح التبلد والجمود فتفتت صخوره العنيدة.

يا رسول الحب!
هل جئتني لتنكأ فيني بقايا الجراح، أم لتعلن في عالمي الأفراح.
هل جئتني لأواسيك في آلامك، أم لتواسيني على فراق أحبابي.
هل جئتني لترسم في خيالي لوحة تضجّ بألوان الذكريات، أم أنك جئتني ببشرى تنعش آمال فؤادي وتجلجل سكون صمتي.
هل جئتني لتلملم شعث كلماتي المترامية في بيداء فكري، أم أنك جئتني لتبلغني كلمات طالما عرفت أن أفك طلاسم حروفها ورموز نغماتها، فهي كلمات من مهجةٍ امتزجت في مهجتي، ومن روح تعارفت مع روحي..

رويدك أيها الطائر!
دعني أصغي إلى أنغامك وأفهم رسالتك المنسوخة بلغة روحانية، الممزوجة بنكهة عاطفية، المتناغمة في ترانيم سحرية، فهذا قلبي يترجمها فيفهم ما فيها فيبادر بالجواب في الحال، فهل تسمع نبضاته وتعي رسالته، لأن اللسان يعجز عن النطق والمقال، فهي لغة مبهمة سرّها السمو والرقي في معارج الروح الخفية।


ليست هناك تعليقات: